الصحة والجمال

ما هي أسباب فقدان الشغف

قيم خدمتنا الان

تقييم المستخدمون: كن أول المصوتون !

ما هي أسباب فقدان الشغف

فقدان الشغف وآثاره النفسية علينا

يقولون: “افعل الأشياء بحب أو لا تفعلها.” وهنا تكمن أهمية شعور الإنسان بالشغف تجاه الأشياء التي يفعلها مهما كانت صغيرة. الشغف هو المحرّك الأساسي لكلّ شيء، وفقدانه يعني الإصابة بالخمول والكسل، لأنّ فقدانك للشغف يعني أن تفقد حماسك، وألّا يكون لديك دافعٌ لفعل أيّ شيء. فالشغف هو الوقود الذي يُحرّكنا من الداخل، وهو الذي يدفعنا للتحدّي، وكلّ شيء نمارسه مرهونٌ بمدى شعورنا بالشغف تجاهه.

فالموسيقى تتولّد نتيجة الشغف وكذلك القراءة والكتابة وطلب العلم وممارسة الرياضة. الشغف أهم مما نتصوّر، لكن للأسف نشعر أحيانًا أننا نفقده ، فيُصيبنا السكون في أعماقنا، ونعجز عن فعل أبسط الأشياء.


ماذا يعني فقدان الشغف؟

ما هي أسباب فقدان الشغف
ما هي أسباب فقدان الشغف

الشغف هو الدافع الذي يمتلكه الإنسان، والرغبة الملحة التي تحفزه إلى إنجاز عمل ما. إذ إنَّ الشغف يملأ الإنسان بالطاقة والحيوية ويزيد إيمانه بقوَّته وقدرته على النجاح والوصول وتحقيق الأهداف، وفي مرحلة ما يفقد الإنسان كل تلك المشاعر ويعيش في حالة فقدان الشغف.

حيث تغلب على الإنسان مشاعر الإحباط والتعب والإرهاق، ويشعر وكأنه عاجز عن الاستمرار في طريق تحقيق أحلامه أو حتى عاجز عن مواصلة حياته اليومية. فهو حالة من الملل وقلَّة الحماسة وعدم القدرة على لمس السعادة حتى في الأشياء التي كانت مصدراً لها في الماضي.

يمكن أن نقول إنَّ هذه المرحلة من أخطر المراحل التي تصيب الإنسان؛ وذلك لأنها توصله إلى حالة من العدمية ومن عدم الإحساس بأي شيء يحيط به ولا حتى بالوقت الذي يمضي. إذ إنها حالة من الضياع وكأن أسوأ ما يمكن أن يحدث، يحدث الآن بالفعل؛ لذلك لا فائدة ترجى من صديق أو من حبيب أو من عمل. فكل ما تشعر أنَّك بحاجة إليه هو الجلوس وحيداً وبعيداً، وكأنَّ أحدهم أطفأ النور داخلك.

لا يوجد أحد من الناس بمعزل عن الإصابة بهذه الحالة، ولو لمرة واحدة في حياته، وتسمَّى هذه الحالة في علم النفس حالة “فقدان الدافعية”.


أسباب فقدان الشغف

ما هي أسباب فقدان الشغف
ما هي أسباب فقدان الشغف

عندما نحظى بالشغف قد لا نستطيع النوم لأجل شيء نحبه، وقد لا نشعر بالتعب أبدًا في سبيل تحقيقه! لكن شغفنا يتأرجح أحيانًا ما بين مدٍ وجزر، وهذا أمر صحي وطبيعي.

لكن من غير الطبيعي أن يختفي لفترة طويلة، خاصة إذا اقترن هذا الفقدان بشعور الإحباط أو الحزن، والشعور بأنّ القلب الذي كان مثل النار المشتعلة تجاه شيءٍ ما أصبح باردًا لا يُحركه أي حماس. وقد نشعر في هذه اللحظة بأننا محبطون من أنفسنا ونتساءل عن سبب فقدان الشعور بالشغف الذي كان موجودًا في الماضي!

  • فقدان المحفز الأساسي الذي يدعو للإنجاز، وتحوّل الشيء الذي يُمارسه الشخص إلى روتين أو نمط حياة يومي سواء في العمل أو في البيت أو حتى على مستوى ممارسة الرياضة المفضلة أو الهوايات.
  • عدم وجود هدف محدد ليتم التركيز على تنفيذه. أي فقدان البوصلة الداخلية التي تجعل الشخص يسعى لتنفيذ هدف ما.
  • فقدان الشعور بالإنجاز، وتكرار الفشل، وعدم تقدير الغير لإنجازنا سواء المدير أو الأصدقاء أو الأهل.
  • فقدان الشعور بالإلهام، وقد يكون بسبب فقدان الشخص الملهم في الحياة.
  • الشعور بالملل أو التوتر أو الإرهاق الجسدي.
  • الإرهاق العاطفي الذي يجعل الشخص يشعر بأنه مستنفذ عاطفيًا ولم يعد بإمكانه منح نفسه أو الآخرين أي شيء على المستوى النفسي أو العاطفي.
  • عدم وجود إحساس بالإنجازات الشخصية، والشعور بعدم الثقة، وغياب المكافآت والتقدير.
  • الاحتكاك بالأشخاص السلبيين الذين يؤثرون على طريقة التفكير.
  • الانحراف عن المسار الصحيح في الحياة. مما يُسبب تشتت الأحلام والأهداف والتخبط في إنجازها، وعدم الرغبة في إتمامها.
  • الحزن العميق الذي يجعل الشخص يرى الأشياء تافهة. مما يُقلل من حماسه لإنجاز الأعمال أو تحقيق الأهداف.

علامات فقدان الشغف

ما هي أسباب فقدان الشغف
ما هي أسباب فقدان الشغف

الشخص الذي يمرُّ بحالة فقدان الشغف تظهر عليه مجموعة من العلامات والدلائل وقد تتشابه هذه الأعراض مع أعراض الاكتئاب، وسنذكر فيما يلي أهمها :

  • التشاؤم وعدم القدرة على التفكير بإيجابية مع فقدان الثقة بالقدرة على الوصول إلى ما نبحث عنه. إذ تصبح الحياة مجرَّد مكان سيئ والأهداف غايات لا معنى لها.
  • الشعور بالقلق الذي ينتج عنه إحباط وشعور بالدونية والفشل.
  • يسيطر على حياة الشخص المصاب بهذه الحالة شعور مستمر بالملل وبأنَّ جميع الأعمال التي يقوم بها غير هامة ولا يملك ذرة حماسة تجاهها.
  • الرغبة في البقاء في السرير وعدم خوض الحياة ولا مزاولة الأعمال، إضافةً إلى الشعور بعدم الرغبة في الحديث والتواصل مع الآخرين.
  • الندم على القرارات السابقة المُتخذَة، والشعور بأنَّها كانت خاطئة وأنَّها السبب الرئيس وراء كل هذه المشاعر، ولو أنَّه اختار شيئاً آخر، لكان في مكان أفضل الآن.
  • عدم استقرار العلاقات مع المحيط وتعدد المشكلات وظهور الخلافات وخاصةً مع المقربين.
  • الأرق وعدم القدرة على النوم.

وهنا تجدر الإشارة إلى أنَّ فقدان الشغف هو مصطلح مختلف عن الاكتئاب. وأنَّه قد يكون أحد علامات الاكتئاب، وللتفريق بين المصطلحين يمكن الانتباه إلى النقاط التالية :

  • يختلف الاكتئاب عن فقدان الشغف بالأسباب كما يختلف بطرائق العلاج.
  • فقدان الشغف ليس مرضاً أو اضطراباً نفسياً مثل الاكتئاب؛ بل هو عبارة عن مرحلة مؤقتة يمرُّ بها الإنسان خلال حياته.
  • لا يحتاج المصاب بحالة فقدان الشغف إلى جلسات علاج طبي أو أدوية أو البقاء في المستشفى كما يحدث في الاكتئاب. بل كل ما يحتاج إليه المريض هو بعض الدعم والإرشادات والنصائح.
  • الاكتئاب قادر على تفجير الحالات الإبداعية لدى الشخص المصاب به من شعر أو نحت أو رسم. أمَّا فقدان الشغف فهو حالة من الخواء التي تصيب الشخص لتشعره بأنَّه عاجز عن أي إنجاز.

طرق علاج استعادة الشغف

ما هي أسباب فقدان الشغف
ما هي أسباب فقدان الشغف

يؤدي فقدان الشغف إلى مجموعة من الآثار النفسية السيئة، فيصبح الشخص أكثر عصبية وأكثر حقداً. كما تزيد لامبالاته ويصبح عاجزاً عن اتخاذ القرارات ويبتعد عن الناس، وفي بعض الحالات يفكر جدياً في الانتحار. لذلك لا بدَّ من البحث عن طرائق العلاج للتخلص من هذه الحالة بأسرع وقت قبل أن تمتدَّ الآثار وتتغلغل في حياة الشخص وتخربها، ومن هذه الطرائق :

  • منح النفس الوقت الكافي للراحة لأجل التعافي وإعادة شحن الطاقة، وقد تكون هذه الخطوة هي كل ما يحتاجه فاقد الشغف كي يستعيد عافيته وحماسه.
  • أخذ إجازة قصيرة للحصول على الإلهام من جديد.
  • التركيز على نقاط القوّة من جديد، ومحاولة اكتشاف هوايات ومواهب جديدة.
  • عليك أن تعرف ما تحبُه فعلاً وما تريد تحقيقه، ويجب أن تضع أهدافاً عملية وقابلة للتحقيق.
  • لا تصعِب الأمر عليك ولا تحاول الوصول بسرعة. بل ضع في حسبانك أن الرحلة طويلة، وحتى تتغلب على مشاعر الإحباط أو البرود الذي سيصيبك، حاول جعل هدفك مؤلفاً من خطوات عده؛ حيث كلما نجحتَ في خطوة. فسوف تأخذ دافعاً وتشجيعاً لتقطع الخطوة الأخرى.

علاج استعادة الشغف

  • قراءة بعض أنواع الكتب والروايات ومشاهدة الأفلام التي تعطي حافزاً وتشجيعاً قد تكون من الطرائق المساعدة لك لتجاوز هذه المرحلة.
  • النوم لفترات كافية هام جداً للحفاظ على نشاطك وطاقتك، ومن ثم تزيد قدرتك على العمل والإنجاز.
  • لا تنهك نفسك في العمل وتحوِل حياتك إلى قائمة من المهام الكثيرة التي يتعيَّن عليك إنجازها. بل اعتد أن تأخذ استراحات بين فترة وأخرى، ومارس الهوايات والأعمال التي تحبها.
  • ابتعد عن الأشخاص السلبيين الذين لا يتوقفون عن التذمر ونشر الطاقة السلبية، واستبدلهم بأشخاص إيجابيين يعطونك التشجيع والتحفيز الذي تبحث عنه.
  • إذا كانت حياتك مملة وفيها الكثير من الروتين، فابحث عن طرائق جديدة ونشاطات غريبة عن أسلوب حياتك لتضفي بعض المتعة إلى حياتك؛ كأن تذهب في رحلة مفاجئة وتمضي وقتاً مسلياً دون عمل أو مسؤوليات.
  • لا تتعب نفسك كثيراً، ولا تجعل تحقيق إنجازات كثيرة هاجساً بالنسبة إليك، وتقبل أخطاءك وعدم قدرتك على النجاح دائماً، فهذا لا يعني أبداً أنَّك فاشل.
  • القيام بالتمرينات الرياضية كما أكد الكثير من الباحثين مرتبطٌ بالصحة العقلية وله دور كبير في تعديل المزاج.
  • إذا فَشِلَت كل النصائح السابقة في مساعدتك، فابحث عن الدعم من شخص قريب منك أو من اختصاصي نفسي ليقوم بتشخيص الحالة بشكل جيد، فمن المرجَّح أن يكون فقدان الشغف ناتجاً عن الإصابة بمرض ما.

وفي الختام

إذا فقدت شغفك فأنت بذلك تضمن أن يظلّ أداؤك متواضعًا في كلّ شيء. ستُشبه بذلك 80% من الناس العاديين الذين يقضون حياتهم بطريقة نمطية ليس فيها أي شيء مثير للاهتمام. أما الشغف قد يجعلك من ال20% الذين يحققون الشهرة والنجاح والتفوق. تخلّص من كلّ شيء يمتصّ طاقتك ويأخذ منك شغفك.

قل لا لمن يُحاول وضعك في قالب واحد، ولا ترضى أن تكون شخصًا مهمشًا سواء في العمل أو في البيت. لا ترضى بأقل مما تستحق، وتذكر جيدًا أن الشغف شيءٌ نابعٌ من أعماقك، ولن يصحو إلّا إذا أيقظته. ولن يكون لديك الدافعية لتحقيق أيّ إنجاز طالما لم تسعَ له.


خدمات اخرى ، صفحتنا على الفيسبوك

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x