صراعات ما بين الماضي والحاضر تمزق كل اوصالي ، حتي انها لما تكتفي بذلك ، كل ما عرفته يوما وكل ما حفظه عقلي واحبه حتي كل ما تعلق عليه مستقبلي قامت بتمزيقه الي اشلاء لا يمكنني حتي ان اجمعها واداويها ، حل مكانها كل شئ يمكنك ان تنفر منه كمن بترت ساقه ف ساحة معركة وبينه وبين صديقه ما يقارب الميل من الزحف وسط نيران كثيفة ، صراعات تدمر كل اركان العقل ولم يبقا شئ ابدا من تلك التي تدعي بالذاكرة ، كل ما عرفته يوما تلاشي كل ما حملته يوما من مشاعر قتلت ، كما لو انه علي اخر لحظة من وصول الجندي الي صديقه فتلقي رصاصة من قناص علي بعد مئات الامتار ، لا اعرف كيف يمكنني ان اصفها حتي لا اعرف ماذا اطلق عليها ايمكنني ان ادعيها برصاصة الرحمة ام برصاصة العذاب الابدي ، رصاصة تركت بعدها ثقب ف مؤخرة راسي ليمر من خلاله كل ما اردته يوما ، اللعنة لقد اردت كل هذا ، ولكن لن ينفع الندم بعد الان تمسكت بكل ذكري ولكن لم يجدي هذا نفعا ، تشبه الماء عندما تمسكه بيديك العاريتين ويتسرب من بينهما رويدا ، تري وقتها كل شئ للمرة الاخيرة وكانها تودعك ولكنه يدعي بالوداع الاخير ، رصاصة واحدة وانتهي كل شئ ، اذكر من تسرب المياه انني كنت طفل ذات وقت قبل احتلالي ارضي قبل اغتصاب عالمي بكل هذا الواقع المرير ، ولكن الحرب موطن الرجال كما سمعت من السنة من هم يلعبون بنا كبيادق علي رقعة شطرنج ، ولكنها امر واقع والحرب قادمة الي بابي تصرخ باعلي ما يمكنها ، العالم مظلم ويجعلك تنفر اكثر من مجرد قدم بترت في ساحة حرب ، نهاية ماسوية لطفل ظن ان العالم سيعطيه ما اراد ولكنه لم يحصد سوا ثقب في موخرة راسه ، لقد توقعت كل النهايات كل السناريوهات المظلمة ، ولكن لم اتوقع انني ساكون مبتور الساق زاحفا لاجل وداعي الاخير …
